رغم الأهمية التي أصبح يحتلها التوجيه المدرسي في المنظومة التربوية التونسية خلال السنوات لاخيرة. فأن الممارسة الميدانية للفاعلين في التوجيه تبرز وجود جملة من الإشكالات الحقيقية لا يزال يشكو منها مجال التوجيه. وعموما يمكن مقاربة أزمة التوجيه من زاويتين: فهناك من يراها أزمة هياكل وهناك من يراها ازمة تمهين و احترافية.
وسنحاول في ما يلي استعراض بعض ملامح هذه الازمة
، ثمّ نختم بعرض بعض تصوراتنا للوسائل الكفيلة لتحقيق الجودة المنشودة في منظومة
التوجيه.
التوجيه المدرسي و الجامعي في تونس
: أزمة الهياكل:
تعود البداية الفعلية لسلك المستشارين في التوجيه
المدرسي و الجامعي فيتونس الى سنة
1993 عندما تمّ احداث ماجستير في التوجيه
المدرسي و الجامعي و توظيف مستشارين للتوجيه المدرسي و الجامعي على مستوى مؤسسات
التعليم الثانوي. توكل إليهم مهمة التوجيه و الإرشاد المدرسي و الجامعي. و إرساء تصوّر
وطني للتوجيه المدرسي و الجامعي يقوم على أسس و أهداف تربوية ينفذه أخصائيون
متخصصون علميا و فنيا .
وتِؤكد النّصوص القانونيّة المنظّمة لعمليّة التّوجيه على تبني المقاربة التربوية و ضرورة المرافقة
الفرديّة للتلاميذ المقبلين على التّوجيه وتقديم إعلام ثريّ ومتنوّع بما يساعد
التلميذ على بناءمشروعه الدّراسي والمهني http://www.administration.education.gov.tn/201…/07062016.pdf.
ا في حين أن المماراسات الفعلية في المؤسّسات المدرسيّة في مجال والتّوجيه ما يزال يطغى عليها الطّرق التّقليديّة التي لا تساعد على اكتساب مهارات تمكن التلميذ من الاستعلام الذّاتي و التعرف على الميولات و القدرات والتّخطيط للمستقبل و اتّخاذ القرارات المصيريّة كما يشير اليه المنشور المنظم لعملية التوجيه المدرسي. اذ أنّ مستشار التّوجيه يعتمد أكثر في تدخلاته على تقديم الإعلام الجماعي بعيدا عن خدمات الإرشاد والمرافقة الفرديّة
تبني المقاربة التربوية في التوجيه تقتضي الكف عن اختزال التوجيه في الإجراءات الادارية والاكتفاء بالإعلام الجماعي، بل ينبغي اعتبار عملية التوجيه تجربة يجب أن تعاش وجدانيا وسيكولوجيا في احتكاك بالواقع وفي وضعيات بيداغوجية وتنشيطية دالة تمكن المتعلم من إعداد صورة واقعية عن ذاته ومحيطه الدراسي و التكويني والمهني. ولا يمكن تحقيق هذه الأهداف ذات الأبعاد السيكولوجية والوجدانية في إطار اعلام جماعي عمودي، كما لا يمكن تحقيقها عبر إسنادها كليا لشخص واحد سواء كان مستشارا في التوجيه أو الاستاذ المكلف بالتوجيه أو اي شخص آخر، لأن هذه العملية تتطلب تظافر الجهود و تدخل اطراف متنوعة و هياكل مختلفة. يكون لكل عنصر ادوار و مسؤوليات محددة و متكاملة. وقد اهتدت بعض البلدان المجاورة (المغرب) الى تبني المقاربة التربوية في التوجيه،و تبنت فكرة دمج برامج المدرسة ومناهجها ووظيفتها مع أهداف التوجيه والكفايات الأفقية القابلة للاستعمال والتوظيف في حل المشكلات التي تطرحها مسألة الاختيار واتخاذ القرار في التوجيه و ما يحتاج اليه من توفير الاعلام المستمر و المتنوع و أدوات القيس . و لتحقيق ذلك أنشأت هياكل دعم و مساندة على المستوى المركزي و الجهوي و المحلي
ا في حين أن المماراسات الفعلية في المؤسّسات المدرسيّة في مجال والتّوجيه ما يزال يطغى عليها الطّرق التّقليديّة التي لا تساعد على اكتساب مهارات تمكن التلميذ من الاستعلام الذّاتي و التعرف على الميولات و القدرات والتّخطيط للمستقبل و اتّخاذ القرارات المصيريّة كما يشير اليه المنشور المنظم لعملية التوجيه المدرسي. اذ أنّ مستشار التّوجيه يعتمد أكثر في تدخلاته على تقديم الإعلام الجماعي بعيدا عن خدمات الإرشاد والمرافقة الفرديّة
تبني المقاربة التربوية في التوجيه تقتضي الكف عن اختزال التوجيه في الإجراءات الادارية والاكتفاء بالإعلام الجماعي، بل ينبغي اعتبار عملية التوجيه تجربة يجب أن تعاش وجدانيا وسيكولوجيا في احتكاك بالواقع وفي وضعيات بيداغوجية وتنشيطية دالة تمكن المتعلم من إعداد صورة واقعية عن ذاته ومحيطه الدراسي و التكويني والمهني. ولا يمكن تحقيق هذه الأهداف ذات الأبعاد السيكولوجية والوجدانية في إطار اعلام جماعي عمودي، كما لا يمكن تحقيقها عبر إسنادها كليا لشخص واحد سواء كان مستشارا في التوجيه أو الاستاذ المكلف بالتوجيه أو اي شخص آخر، لأن هذه العملية تتطلب تظافر الجهود و تدخل اطراف متنوعة و هياكل مختلفة. يكون لكل عنصر ادوار و مسؤوليات محددة و متكاملة. وقد اهتدت بعض البلدان المجاورة (المغرب) الى تبني المقاربة التربوية في التوجيه،و تبنت فكرة دمج برامج المدرسة ومناهجها ووظيفتها مع أهداف التوجيه والكفايات الأفقية القابلة للاستعمال والتوظيف في حل المشكلات التي تطرحها مسألة الاختيار واتخاذ القرار في التوجيه و ما يحتاج اليه من توفير الاعلام المستمر و المتنوع و أدوات القيس . و لتحقيق ذلك أنشأت هياكل دعم و مساندة على المستوى المركزي و الجهوي و المحلي
لكن واقع الحال في تونس يكشف أنّ هذه الهياكل المساعدة
و المساندة لم تشهد تطورات تذكر بل شهدت انتكاسة وتراحع.. فبعد بعث مركز موارد للإعلام و
التوجيه) (CRIO سرعان ما وقع التخلي عنه لأسباب غير معروفة. وهو
ما يثقل كاهل المستشار في البحث عن
المعلومة من مصادر مختلفة و معالجتها و تقديمها للمستفيد. و بذلك يبقى عمل المستشار معزولا . .
المستشارون في التوجيه واشكالية
التمهين:
ويعتبر المستشار في الإعلام
والتّوجيه المدرسي والجامعي في النّظام التّربوي التّونسي المسؤول الأوّل على سير
مختلف عمليّات التّوجيه. وقد أحدثت خطّة
مرشد في الإعلام والتّوجيه المدرسي والجامعي سنة 1993 و تغيرت التسمية في سنة 2011
ا الى مستشار في التوجيه المدرسي و الجامعي لكن رغم هذا التغيير في التسمية فقد ظلّت
مشكلة التمهين و الاحترافية مطروحة و محلّ نقاش بين الكثير من المعنيين بالأمر،
إن الحديث عن تمهين مجال التوجيه ، أو الانتقال بهذا
العمل الى طور المهنة ، يقتضي بالضرورة توفر مجموعة من المعايير يمكن تلخيصها فيما يلي :
- معايير الاختيار للالتحاق بمؤسسات تكوين المستشار
- معايير التكوين لمهنة المستشار في التوجيه
- معايير ممارسة المهنة: (تحديد الاهداف والمهام والعلاقات
.وجود دليل مرجعي للكفايات، وجود قانون لممارسة المهنة…)
- معايير الارتقاء المهني.
- معايير التكوين والتكوين المستمر.
- معايير الاستقلالية
- معايير الانخراط في هيئات مهنية منظمة قانونا، يوكل
اليها وتنمية قيم وأخلاقيا ت خاصة بالمجال، وتوثيق العلاقة مع المهن الاخرى
وكذا تحديد الضوابط السلوكية لمزاولة المهنة.
- معايير تضبط جودة الأداء سواء على مستوى العمليات
أو النتائج،
- خاتمة
إن الاشكاليات التي تواجه التوجيه تبقى من الحجم الكبير،
ولا تعدو هذه المداخلة ان تكون دعوة لفتح نقاش عميق بشأنها في هذه المرحلة التي
تعرف فيها المنظومة التربوية مراجعات عديدة، ونعتقد أنه لا مخرج اليوم من هذه التعثرات
المتعددة المستويات إلا بإعادة النظر في منظومة التوجيه، أهدافا ومبادئ ومقاربات وشركاء
وتدخلات … في أفق التأسيس لمنظور جديد يبرز بشكل واضح ودقيق الأدوار التنموية والوقائية
والعلاجية لعملية الاستشارة والتوجيه داخل النظام التربوي و هو ما يستدعي:
- القيام
بدراسة تشخيصية للممارسات في مجال التوجيه في المؤسسات التربوية تشمل عينة وطنية،
قصد الوصول إلى تقييم موضوعي
-
إعادة النظر في البرامج
الجامعية المدرجة في شهادة الماجستير المهني في الاعلام و التوجيه قصد تكييف
المحتوى مع ما تستوجب الممارسة الميدانية من كفايات.
الفصل بين التوجيه المدرسي
والجامعي من جهة و الإرشاد النفسي من جهة أخرى. و احداث هيكلين مهنيين مختلفين
نبيل عبد الجواد
مستشار في التوجيه المدرسي و الجامعي
السلام عليكم انا محتاج مستشار توجيه من تونس الشقيقة
RépondreSupprimer